سفارش تبلیغ
صبا ویژن
اللهم کُنْ لِوَلِیِّکَ الْحُجَّةِ بْنِ الْحَسَنِ صَلَواتُکَ عَلَیْهِ وَعَلى آبائِهِ فی هذِهِ السّاعَةِ وَفی کُلِّ ساعَةٍ من ساعات اللیل و النهار وَلِیّاً وَحافِظاً وَقائِدا ‏وَناصِراً وَدَلیلاً وَمؤیدا حَتّى تُسْکِنَهُ أَرْضَک َطَوْعاً وَتُمَتِّعَهُ فیها طَویلاً وعجل فرجه واجعلنا من شیعته یا ارحم الراحمین ...

فتیان 1412

اَللّهُمَّ صَلِّ عَلی صاحِبِ الدَّعوَةِ النَّبَوِیَّةِ وَ الأُصولِ الحَیدَرِیَّةِ وَ العِصمَةِ الفاطِمِیَّةِ وَ الحِلمِ الحَسَنِیَّةِ وَ الشَّجاعَةِ الحُسَینِیَّةِ وَ العِبادَةِ السَّجّادِیَّةِ وَ المَآثِرِ الباقِرِیَّةِ وَ الآثارِ الصّادِقِیَّةِ وَ العُلُومِ الکاظِمِیَّةِ وَ الحُجَجِ الرَّضَوِیَّةِ وَ الشُّهُبِ الجَوادِیَّةِ وَ الشُّرُوحِ الهادِیَّةِ وَ الهَیبَةِ الزَّکِیَّةِ وَ الغَیبَةِ المَهدِیَّةِ با صلوات بر محمد و آل محمد ... ورود شما را به وبلاگ فتیان 1412 گرامی می داریم

امام صادق صلوات الله علیه برای شیعیان نامه ای نوشتند و به شیعیان امر فرمودند که آن را به صورت درسی فرا گیرند و در فقرات آن تأمل کرده و متعهد شوند که به آن عمل کنند و شیعیان نیز این نامه را در مصلای نماز خود در منازلشان می گذاشتند و بعد از هر نماز آن را مطالعه می کردند. و همین امر نشان از اهمیت فوق العادة این نامه دارد. پس بر ما نیز لازم است که به این نامه بسیار مهم، توجه داشته و هم خود از آن بهره ور شویم هم آن را در بین شیعیان منتشر کنیم. چقدر جای تأسف است که نامه ای به این مهمی در بین شیعیان در نهایت غربت بوده و سالهاست که متروک شده. باشد که با اهتمام به این نامه، از یاوران حضرت بقیة الله الأعظم ارواحنا فداه باشیم.

این نامه را کلینی در کتاب روضه کافی نقل نموده است. همچنین در کتاب تحف العقول حرّانی نیز نقل شده است.

اما متن نامه:

 مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ الْکُلَیْنِیُّ قَالَ: حَدَّثَنِی عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ، عَنْ أَبِیهِ، عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ، عَنْ حَفْصٍ الْمُؤَذِّنِ، عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام؛

وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ بَزِیعٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ، عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام أَنَّهُ کَتَبَ بِهذِهِ الرِّسَالَةِ إِلى‏ أَصْحَابِهِ، وَأَمَرَهُمْ بِمُدَارَسَتِهَا، وَالنَّظَرِ فِیهَا، وَتَعَاهُدِهَا، وَالْعَمَلِ بِهَا، فَکَانُوا یَضَعُونَهَا فِی مَسَاجِدِ بُیُوتِهِمْ، فَإِذَا فَرَغُوا مِنَ الصَّلَاةِ نَظَرُوا فِیهَا؛

قَالَ: وَحَدَّثَنِی الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِکٍ الْکُوفِیِّ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الرَّبِیعِ الصَّحَّافِ، عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مَخْلَدٍ السَّرَّاجِ، عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام، قَالَ: خَرَجَتْ هذِهِ الرِّسَالَةُ مِنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام إِلى‏ أَصْحَابِهِ:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ

 أَمَّا بَعْدُ، فَاسْأَلُوا رَبَّکُمُ الْعَافِیَةَ، وَعَلَیْکُمْ بِالدَّعَةِ وَالْوَقَارِ وَالسَّکِینَةِ،

وَعَلَیْکُمْ بِالْحَیَاءِ وَالتَّنَزُّهِ عَمَّا تَنَزَّهَ الصَّالِحُونَ مِنْ‏ قَبْلِکُمْ.

وَعَلَیْکُمْ بِمُجَامَلَةِ أَهْلِ الْبَاطِلِ، تَحَمَّلُوا الضَّیْمَ مِنْهُمْ، وَإِیَّاکُمْ وَمُمَاظَّتَهُمْ، دِینُوا فِیمَا بَیْنَکُمْ وَبَیْنَهُمْ إِذَا أَنْتُمْ جَالَسْتُمُوهُمْ وَخَالَطْتُمُوهُمْ وَنَازَعْتُمُوهُمُ الْکَلَامَ؛ فَإِنَّهُ لَابُدَّ لَکُمْ مِنْ مُجَالَسَتِهِمْ وَمُخَالَطَتِهِمْ وَمُنَازَعَتِهِمُ الْکَلَامَ بِالتَّقِیَّةِ الَّتِی أَمَرَکُمُ اللَّهُ أَنْ تَأْخُذُوا بِهَا فِیمَا بَیْنَکُمْ وَبَیْنَهُمْ، فَإِذَا ابْتُلِیتُمْ بِذلِکَ مِنْهُمْ، فَإِنَّهُمْ سَیُؤْذُونَکُمْ، وَتَعْرِفُونَ فِی وُجُوهِهِمُ الْمُنْکَرَ، وَلَوْ لَاأَنَّ اللَّهَ [تَعَالى‏] یَدْفَعُهُمْ عَنْکُمْ لَسَطَوْا بِکُمْ، وَمَا فِی صُدُورِهِمْ مِنَ الْعَدَاوَةِ وَالْبَغْضَاءِ أَکْثَرُ مِمَّا یُبْدُونَ لَکُمْ، مَجَالِسُکُمْ وَمَجَالِسُهُمْ وَاحِدَةٌ، وَأَرْوَاحُکُمْ وَأَرْوَاحُهُمْ مُخْتَلِفَةٌ لَاتَأْتَلِفُ، لَاتُحِبُّونَهُمْ أَبَداً، وَلَا یُحِبُّونَکُمْ غَیْرَ أَنَّ اللَّهَ [تَعَالى‏] أَکْرَمَکُمْ بِالْحَقِّ وَبَصَّرَکُمُوهُ، وَلَمْ یَجْعَلْهُمْ مِنْ أَهْلِهِ، فَتُجَامِلُونَهُمْ، وَتَصْبِرُونَ عَلَیْهِمْ، وَهُمْ لَامُجَامَلَةَ لَهُمْ، وَلَا صَبْرَ لَهُمْ عَلى‏ شَیْ‏ءٍ، وَحِیَلُهُمْ وَسْوَاسُ‏ بَعْضِهِمْ إِلى‏ بَعْضٍ؛ فَإِنَّ أَعْدَاءَ اللَّهِ إِنِ اسْتَطَاعُوا صَدُّوکُمْ عَنِ الْحَقِّ ویَعْصِمُکُمُ‏ اللَّهُ مِنْ ذلِکَ، فَاتَّقُوا اللَّهَ، وَکُفُّوا أَلْسِنَتَکُمْ إِلَّا مِنْ خَیْرٍ.

وَإِیَّاکُمْ أَنْ تَذْلَقُوا أَلْسِنَتَکُمْ بِقَوْلِ الزُّورِ وَالْبُهْتَانِ وَالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ؛ فَإِنَّکُمْ إِنْ کَفَفْتُمْ أَلْسِنَتَکُمْ عَمَّا یَکْرَهُهُ‏ اللَّهُ مِمَّا نَهَاکُمْ عَنْهُ کَانَ خَیْراً لَکُمْ عِنْدَ رَبِّکُمْ مِنْ أَنْ تَذْلَقُوا أَلْسِنَتَکُمْ بِهِ؛ فَإِنَّ ذَلَقَ‏ اللِّسَانِ فِیمَا یَکْرَهُ اللَّهُ وَمَا نَهى‏ عَنْهُ مَرْدَاةٌ لِلْعَبْدِ عِنْدَ اللَّهِ، وَمَقْتٌ مِنَ اللَّهِ، وَصَمَمٌ‏ وَعَمًى وَبَکَمٌ یُورِثُهُ اللَّهُ إِیَّاهُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ، فَتَصِیرُوا کَمَا قَالَ اللَّهُ(( صُمٌّ بُکْمٌ عُمْیٌ فَهُمْ لا یَرْجِعُونَ،)) یَعْنِی لَایَنْطِقُونَ،(( وَ لا یُؤْذَنُ لَهُمْ فَیَعْتَذِرُونَ))

وَإِیَّاکُمْ وَمَا نَهَاکُمُ اللَّهُ‏ عَنْهُ أَنْ تَرْکَبُوهُ، وَعَلَیْکُمْ بِالصَّمْتِ إِلَّا فِیمَا یَنْفَعُکُمُ اللَّهُ بِهِ مِنْ‏ أَمْرِ آخِرَتِکُمْ، وَیَأْجُرُکُمْ عَلَیْهِ، وَأَکْثِرُوا مِنَ التَّهْلِیلِ وَالتَّقْدِیسِ وَالتَّسْبِیحِ، وَالثَّنَاءِ عَلَى اللَّهِ، وَالتَّضَرُّعِ إِلَیْهِ، وَالرَّغْبَةِ فِیمَا عِنْدَهُ مِنَ الْخَیْرِ الَّذِی لَایَقْدِرُ قَدْرَهُ، وَلَا یَبْلُغُ کُنْهَهُ أَحَدٌ، فَاشْغَلُوا أَلْسِنَتَکُمْ بِذلِکَ عَمَّا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ مِنْ أَقَاوِیلِ الْبَاطِلِ، الَّتِی تُعْقِبُ أَهْلَهَا خُلُوداً فِی النَّارِ مَنْ مَاتَ عَلَیْهَا وَلَمْ یَتُبْ إِلَى اللَّهِ وَلَمْ یَنْزِعْ عَنْهَا. وَعَلَیْکُمْ بِالدُّعَاءِ؛ فَإِنَّ الْمُسْلِمِینَ لَمْ یُدْرِکُوا نَجَاحَ الْحَوَائِجِ عِنْدَ رَبِّهِمْ بِأَفْضَلَ مِنَ الدُّعَاءِ، وَالرَّغْبَةِ إِلَیْهِ، وَالتَّضَرُّعِ إِلَى اللَّهِ، وَالْمَسْأَلَةِ لَهُ، فَارْغَبُوا فِیمَا رَغَّبَکُمُ اللَّهُ فِیهِ، وَ أَجِیبُوا اللَّهَ إِلى‏ مَا دَعَاکُمْ إِلَیْهِ لِتُفْلِحُوا وَتُنْجِحُوا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ.

وَإِیَّاکُمْ أَنْ تَشْرَهَ أَنْفُسُکُمْ إِلى‏ شَیْ‏ءٍ مِمّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَیْکُمْ؛ فَإِنَ‏ مَنِ انْتَهَکَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَیْهِ هاهُنَا فِی الدُّنْیَا حَالَ اللَّهُ بَیْنَهُ وَبَیْنَ الْجَنَّةِ وَنَعِیمِهَا وَلَذَّتِهَا وَکَرَامَتِهَا الْقَائِمَةِ الدَّائِمَةِ لِأَهْلِ الْجَنَّةِ أَبَدَ الْآبِدِینَ.

وَاعْلَمُوا أَنَّهُ بِئْسَ الْحَظُّ الْخَطَرُ لِمَنْ خَاطَرَ اللَّهَ بِتَرْکِ طَاعَةِ اللَّهِ وَرُکُوبِ مَعْصِیَتِهِ، فَاخْتَارَ أَنْ یَنْتَهِکَ مَحَارِمَ اللَّهِ فِی لَذَّاتِ دُنْیَا مُنْقَطِعَةٍ زَائِلَةٍ عَنْ أَهْلِهَا عَلى‏ خُلُودِ نَعِیمٍ فِی الْجَنَّةِ وَلَذَّاتِهَا وَکَرَامَةِ أَهْلِهَا، وَیْلٌ لِاولئِکَ مَا أَخْیَبَ حَظَّهُمْ، وَأَخْسَرَ کَرَّتَهُمْ، وَأَسْوَأَ حَالَهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ، اسْتَجِیرُوا اللَّهَ أَنْ یُجِیرَکُمْ‏ فِی مِثَالِهِمْ أَبَداً، وَأَنْ یَبْتَلِیَکُمْ بِمَا ابْتَلَاهُمُ اللَّهُ، وَلَا قُوَّةَ لَنَا وَلَکُمْ إِلَّا بِهِ.

فَاتَّقُوا اللَّهَ أَیَّتُهَا الْعِصَابَةُ النَّاجِیَةُ إِنْ أَتَمَّ اللَّهُ لَکُمْ مَا أَعْطَاکُمْ بِهِ؛ فَإِنَّهُ لَایَتِمُّ الْأَمْرُ حَتّى‏ یَدْخُلَ عَلَیْکُمْ مِثْلُ الَّذِی دَخَلَ عَلَى الصَّالِحِینَ قَبْلَکُمْ، وَحَتّى‏ تُبْتَلَوْا فِی أَنْفُسِکُمْ وَأَمْوَالِکُمْ، وَحَتّى‏ تَسْمَعُوا مِنْ أَعْدَاءِ اللَّهِ أَذًى کَثِیراً، فَتَصْبِرُوا، وَتَعْرُکُوا بِجُنُوبِکُمْ، وَحَتّى‏ یَسْتَذِلُّوکُمْ وَیُبْغِضُوکُمْ، وَحَتّى‏ یُحَمِّلُوا عَلَیْکُمُ الضَّیْمَ، مِنْهُمْ تَلْتَمِسُونَ بِذلِکَ وَجْهَ اللَّهِ وَالدَّارَ الآخِرَةَ، وَحَتّى‏ تَکْظِمُوا الْغَیْظَ الشَّدِیدَ فِی الْأَذى‏ فِی اللَّهِ- جَلَّ وَعَزَّ- یَجْتَرِمُونَهُ إِلَیْکُمْ، وَحَتّى‏ یُکَذِّبُوکُمْ بِالْحَقِّ، وَیُعَادُوکُمْ فِیهِ، وَیُبْغِضُوکُمْ عَلَیْهِ، فَتَصْبِرُوا عَلى‏ ذلِکَ مِنْهُمْ، وَمِصْدَاقُ ذلِکَ کُلِّهِ فِی کِتَابِ اللَّهِ الَّذِی أَنْزَلَهُ جَبْرَئِیلُ [علیه السلام‏] عَلى‏ نَبِیِّکُمْ [صلى الله علیه و آله‏]؛ سَمِعْتُمْ قَوْلَ اللَّهِ- عَزَّ وَجَلَّ- لِنَبِیِّکُمْ صلى الله علیه و آله: فَاصْبِرْ ((کَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَ لا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ؟ ))

ثُمَّ قَالَ: (( وَ لَقَدْ کُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِکَ فَصَبَرُوا عَلى‏ ما کُذِّبُوا وَ أُوذُوا،)) فَقَدْ کُذِّبَ نَبِیُّ اللَّهِ وَالرُّسُلُ مِنْ قَبْلِهِ، وَأُوذُوا مَعَ التَّکْذِیبِ بِالْحَقِّ، فَإِنْ سَرَّکُمْ أَمْرُ اللَّهِ فِیهِمُ الَّذِی خَلَقَهُمْ لَهُ فِی الْأَصْلِ- أَصْلِ الْخَلْقِ- مِنَ الْکُفْرِ الَّذِی سَبَقَ فِی عِلْمِ اللَّهِ أَنْ یَخْلُقَهُمْ لَهُ فِی الْأَصْلِ، وَمِنَ‏ الَّذِینَ سَمَّاهُمُ اللَّهُ فِی کِتَابِهِ فِی قَوْلِهِ: ((وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً یَدْعُونَ إِلَى النَّارِ)). فَتَدَبَّرُوا هذَا، وَاعْقِلُوهُ، وَلَا تَجْهَلُوهُ؛ فَإِنَّهُ مَنْ یَجْهَلْ هذَا وَأَشْبَاهَهُ مِمَّا افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَیْهِ فِی کِتَابِهِ مِمَّا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَنَهى‏ عَنْهُ، تَرَکَ دِینَ اللَّهِ، وَرَکِبَ مَعَاصِیَهُ، فَاسْتَوْجَبَ سَخَطَ اللَّهِ، فَأَکَبَّهُ اللَّهُ عَلى‏ وَجْهِهِ فِی النَّارِ.

وَقَالَ: أَیَّتُهَا الْعِصَابَةُ الْمَرْحُومَةُ الْمُفْلِحَةُ، إِنَّ اللَّهَ أَتَمَّ لَکُمْ مَا آتَاکُمْ مِنَ الْخَیْرِ، وَاعْلَمُوا أَنَّهُ لَیْسَ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ، وَلَا مِنْ أَمْرِهِ أَنْ یَأْخُذَ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ فِی دِینِهِ بِهَوًى وَلَا رَأْیٍ وَلَا مَقَایِیسَ، قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ الْقُرْآنَ، وَجَعَلَ فِیهِ تِبْیَانَ کُلِّ شَیْ‏ءٍ، وَجَعَلَ لِلْقُرْآنِ وَتَعَلُّمِ‏ الْقُرْآنِ أَهْلًا لَایَسَعُ‏ أَهْلَ عِلْمِ الْقُرْآنِ الَّذِینَ آتَاهُمُ اللَّهُ عِلْمَهُ أَنْ یَأْخُذُوا فِیهِ بِهَوًى وَلَا رَأْیٍ وَلَا مَقَایِیسَ، أَغْنَاهُمُ اللَّهُ عَنْ ذلِکَ بِمَا آتَاهُمْ مِنْ عِلْمِهِ، وَخَصَّهُمْ بِهِ، وَوَضَعَهُ عِنْدَهُمْ، کَرَامَةً مِنَ اللَّهِ أَکْرَمَهُمْ بِهَا، وَهُمْ أَهْلُ الذِّکْرِ الَّذِینَ أَمَرَ اللَّهُ هذِهِ الْأُمَّةَ بِسُؤَالِهِمْ، وَهُمُ الَّذِینَ مَنْ سَأَلَهُمْ وَقَدْ سَبَقَ فِی عِلْمِ اللَّهِ أَنْ یُصَدِّقَهُمْ، وَیَتَّبِعَ أَثَرَهُمْ، أَرْشَدُوهُ، وَأَعْطَوْهُ مِنْ عِلْمِ الْقُرْآنِ مَا یَهْتَدِی بِهِ إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ، وَإِلى‏ جَمِیعِ سُبُلِ الْحَقِّ، وَهُمُ الَّذِینَ لَایَرْغَبُ‏ عَنْهُمْ وَ عَنْ مَسْأَلَتِهِمْ وَعَنْ عِلْمِهِمُ الَّذِی‏ أَکْرَمَهُمُ اللَّهُ بِهِ، وَجَعَلَهُ عِنْدَهُمْ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَیْهِ فِی عِلْمِ اللَّهِ الشَّقَاءُ فِی أَصْلِ الْخَلْقِ تَحْتَ الْأَظِلَّةِ، فَأُولئِکَ الَّذِینَ یَرْغَبُونَ عَنْ سُؤَالِ أَهْلِ الذِّکْرِ، وَالَّذِینَ آتَاهُمُ اللَّهُ عِلْمَ الْقُرْآنِ، وَوَضَعَهُ عِنْدَهُمْ، وَأَمَرَ بِسُؤَالِهِمْ، وَأُولئِکَ الَّذِینَ یَأْخُذُونَ بِأَهْوَائِهِمْ وَآرَائِهِمْ وَمَقَایِیسِهِمْ حَتّى‏ دَخَلَهُمُ الشَّیْطَانُ؛ لِأَنَّهُمْ جَعَلُوا أَهْلَ الْإِیمَانِ فِی عِلْمِ الْقُرْآنِ عِنْدَ اللَّهِ کَافِرِینَ، وَجَعَلُوا أَهْلَ الضَّلَالَةِ فِی عِلْمِ الْقُرْآنِ عِنْدَ اللَّهِ مُؤْمِنِینَ، وَحَتّى‏ جَعَلُوا مَا أَحَلَّ اللَّهُ فِی کَثِیرٍ مِنَ الْأَمْرِ حَرَاماً، وَجَعَلُوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ فِی کَثِیرٍ مِنَ الْأَمْرِ حَلَالًا، فَذلِکَ أَصْلُ ثَمَرَةِ أَهْوَائِهِمْ، وَقَدْ عَهِدَ إِلَیْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله علیه و آله قَبْلَ مَوْتِهِ، فَقَالُوا: نَحْنُ بَعْدَ مَا قَبَضَ اللَّهُ- عَزَّ وَجَلَّ- رَسُولَهُ یَسَعُنَا أَنْ نَأْخُذَ بِمَا اجْتَمَعَ عَلَیْهِ رَأْیُ النَّاسِ بَعْدَ قَبْضِ اللَّهِ [عَزَّ وَجَلَ‏] رَسُولَهُ صلى الله علیه و آله، وَبَعْدَ عَهْدِهِ الَّذِی عَهِدَهُ إِلَیْنَا، وَأَمَرَنَا بِهِ مُخَالِفاً لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ [صلى الله علیه و آله‏]، فَمَا أَحَدٌ أَجْرَأَ عَلَى اللَّهِ، وَلَا أَبْیَنَ ضَلَالَةً مِمَّنْ أَخَذَ بِذلِکَ، وَزَعَمَ أَنَّ ذلِکَ یَسَعُهُ، وَاللَّهِ إِنَّ لِلَّهِ عَلى‏ خَلْقِهِ أَنْ یُطِیعُوهُ، وَیَتَّبِعُوا أَمْرَهُ فِی حَیَاةِ مُحَمَّدٍ صلى الله علیه و آله وَبَعْدَ مَوْتِهِ، هَلْ یَسْتَطِیعُ أُولئِکَ أَعْدَاءُ اللَّهِ أَنْ یَزْعُمُوا أَنَّ أَحَداً مِمَّنْ أَسْلَمَ مَعَ مُحَمَّدٍ صلى الله علیه و آله أَخَذَ بِقَوْلِهِ وَرَأْیِهِ وَمَقَایِیسِهِ؟!

فَإِنْ قَالَ: نَعَمْ، فَقَدْ کَذَبَ عَلَى اللَّهِ، وَ ((ضَلَّ ضَلالًا بَعِیداً،)) وَإِنْ قَالَ: لَا، لَمْ یَکُنْ لِأَحَدٍ أَنْ یَأْخُذَ بِرَأْیِهِ وَهَوَاهُ وَمَقَایِیسِهِ، فَقَدْ أَقَرَّ بِالْحُجَّةِ عَلى‏ نَفْسِهِ، وَهُوَ مِمَّنْ یَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ یُطَاعُ وَیُتَّبَعُ أَمْرُهُ بَعْدَ قَبْضِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله علیه و آله، وَقَدْ قَالَ اللَّهُ وَقَوْلُهُ الْحَقُّ: (( وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى‏ أَعْقابِکُمْ وَ مَنْ یَنْقَلِبْ عَلى‏ عَقِبَیْهِ فَلَنْ یَضُرَّ اللَّهَ شَیْئاً وَ سَیَجْزِی اللَّهُ الشَّاکِرِینَ ))

وَذلِکَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ یُطَاعُ، وَیُتَّبَعُ أَمْرُهُ فِی حَیَاةِ مُحَمَّدٍ [صلى الله علیه و آله‏]، وَبَعْدَ قَبْضِ اللَّهِ مُحَمَّداً صلى الله علیه و آله، وَکَمَا لَمْ یَکُنْ لِأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ مَعَ مُحَمَّدٍ صلى الله علیه و آله أَنْ یَأْخُذَ بِهَوَاهُ وَلَا رَأْیِهِ وَلَا مَقَایِیسِهِ خِلَافاً لِأَمْرِ مُحَمَّدٍ صلى الله علیه و آله، فَکَذلِکَ لَمْ یَکُنْ لِأَحَدٍ مِنَ [النَّاسِ‏] بَعْدَ مُحَمَّدٍ صلى الله علیه و آله أَنْ یَأْخُذَ بِهَوَاهُ وَلَا رَأْیِهِ وَلَا مَقَایِیسِهِ.

ادامه دارد...



[ پنج شنبه 92/12/22 ] [ 12:5 عصر ] [ فتیان ]

نظر